العابد المجاهد _____☆☆_____ بقلم / أ. نبيل محارب السويركي

العــــابـــدُ المجــــاهــــد
          ونستمر بسرد سيرة المجاهد (نور الدين زنكي)، ويصف المؤرخون (نور الدين) – رحمه الله تعالى – بأنه كان ذكياً المعياً فطناً، لا تشتبه عليه الأحوال، ولا يتبهرج عليه الرجال، لا يستطيع أحد يخدعه بالإضافة إلى أنه عُرف بالتقوى والورع وآداء السنن. كان مداوماً على قيام الليل، ودائم الصيام، فإذا أضفت إلى هذه التربية الحركة الإصلاحية، وحركة إحياء الدين للإمام الطرطوشي والإمام الغزالي وغيرهما، فستجد أن نور الدين قد تغذى من خلاصة هذه التربيات والمناهج على حد تعبير د. طارق السويدان في مجلده فلسطين – التاريخ المصور.
         ويقول منتدى البوصلة في هذا الصدد أن نور الدين ولد عام 511 للهجرة. ونشأ نشأة عسكرية كأبيه، إلا أنه كان يفوق أباه تقىً وورعاً، والمؤرخون المسلمون المعاصرون له يتحدثون كثيراً عن تدينه وزهده وتمسكه بالشعائر الإسلامية، حتى ليُظن أنه أقرب إلى رجل الدين منه إلى رجل الحرب والكفاح. ولكن الواقع، أن نور الدين إلى جانب تقاه، وحرصه على حكم بلاده بالقرآن والسنة، كان أيضاً رجل حرب وقتال، فهو يحمل القرآن في صدره ويعمل بأحكامه، ويشرع السيف في يمينه يجاهد به الصليبيين بالشام، ويسترد بجيوشه البلاد التي سلبوها من أصحابها المسلمين، علاوة على أنه رجل سياسة، يعرف كيف يحكم دولته الواسعة الأرجاء، التي كانت تمتد من الموصل شرقاً إلى القاهرة غرباً، حكماً مستنيراً حكيماً لا يزال صداه يطرق أسماع التاريخ.
         وكان عماد الدين، والد نور الدين ذو أصول كردية، وهو آخر من ولي إمارة الموصل، كأمير من أمراء السلاجقة سنة 521. وكان عند عماد الدين من الطموح ما أهله لأن يكون منشئ دولة عرفت باسمه. وإن كان عماد الدين لم يمهله الأجل حتى يمد أطرافها إلى الحدود التي كان يقدرها لها، إلا أن ابنه نور الدين، حمل على عاتقه استكمال ما انتهى إليه أبوه، حتى أصبحت الدولة الزنكية – أو الدولة الأتابكية -تشمل الموصل، والجزيرة العراقية، والشام، ومصر، واليمن، بعد أن كانت تشمل الموصل، والجزيرة، وبعض بلاد الشام فقط، في عهد عماد الدين.. وتصبحون على خير الوطن.
ولكم تحياتي / أ. نبيل محارب السويركي – السبت 25 / 7 / 2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا.......بقلم🖋️ الشاعر سمير مقداد

أنا إنسان .......بقلم 🖊رشيد بن حميدة-تونس 🇹🇳

(المرأة في المجتمع ) ......  للشاعر د. علي مسلم  عجمي