التسامح العظيم ____☆☆____ بقلم / أ. نبيل محارب السويركي

التسامــــح العظيــــم
         كم هي عظيمة قصص التسامح في تاريخنا العربي الإسلامي، عندما عفا النبي عن خالد بن الوليد -رضي اللهُ عنه -عند دخوله الإسلام بعدما نال من الإسلام والمسلمين، وعفوه عند دخول مكة لأسرى قريش، فقال لهم ..اذهبوا فأنتم الطلقاء. بل ما روته المنتديات العالمية عن قصّة النّبي مع الرّجل الذي أراد قتله؛ فقد روى جابر بن عبد الله قصّةً تدلّ على تسامح النّبي عليه- الصّلاة والسّلام- ففي غزوة الرّقاع استراح النبي الكريم تحت شجرةٍ بعد أن علّق سيفه عليها، فاستغلّ رجلٌ من المشركين ذلك فباغت النّبي وأخذ سيفه على حين غرّة، ثمّ رفعه في وجه النّبي وهو يقول، أتخافني، فقال النّبي: لا، فقال الرّجل: "فمن يمنعك مني"، قال: الله، فسقط السّيف من يد الرّجل فأخذه النّبي الكريم ورفعه في وجه الرّجل وهو يقول من يمنعني منك، فقال الرّجل، كن خير آخذ، فلم يَفعل النّبي الكريم معه شيئاً وعفى عنه بعد أن تعهّد بأن لا يُقاتل المسلمين أو يقف مع قوم يقاتلونهم، فجاء قومه وهو يقول: (جئتكم من عند خير النّاس).
       وأيضا هكذا كان تسامح (صلاح الدين) مع أهل الكتاب، فأي مقارنة تُعقد بين فتح المسلمين للقدس واحتلال النصارى الصليبيين لها؟ ثم جاء أخو (صلاح الدين) (العادل) فقال اعطنى أكفل من الذين لا يستطيعون أن يدفعوا، فأعطاه ذلك، فأطلقهم العادل، وكذلك جاء عددُ من أمراء المسلمين ليكفلوا عدداً كذلك من الذين لا يستطيعون دفع الجزية، فأطلقوا أعداداً ضخمة، ومع ذلك بقيت أعداداً غفيرةً من لم يدفع عنها، لأنه كما أشرنا كان مجموعهم 60 ألفاً في القدس. فبدأ النصارى الفقراء يطلبون من الأغنياء ديناراً ذهبياً واحداً ليتخلصوا من الرق والأسر، وجاء بعض النسوة إلى صلاح الدين يشتكين أن أزواجهن قتلوا في حطين، وليس عندهن أي مال يدفعنه له، فسمح لكل امرأة ليس لها وليٌ ينفق عليها أعطاها من أمواله الخاصة حتى تستطيع أن تخرجه، وساعدته بعض النساء بأن أعطاهن من ماله الخاص، حتى أن زوجة (أرناط) الذي قتله (صلاح الدين) بيده جاءته تطلب منه أن يُطلق سراح ابنها خوفاً عليه أن يقتله المسلمون إذا عرفوا أنه ابن (أرناط) فقال لهم (صلاح الدين): " أعطيته الأمان فأطلقوه". حتى أن بعض المؤرخين قد أخذوا على صلاح الدين هذا الأمر، فهؤلاء الرجال الذين أطلقهم كانوا من المقاتلين، وهم تجمعوا فيما بعد في (صور) ليقاتلوه، فكان بالأولى قتلهم أو أسرهم؛ لكنه كان ذو أخلاق رفيعة جداً.. على حد تعبير د. طارق السويدان في مجلده فلسطين – التاريخ المصور، وطاب يومكم جميعاً.
ولكم تحياتي / أ. نبيل محارب السويركي – الإثنين 3 / 8 / 2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا.......بقلم🖋️ الشاعر سمير مقداد

أنا إنسان .......بقلم 🖊رشيد بن حميدة-تونس 🇹🇳

(المرأة في المجتمع ) ......  للشاعر د. علي مسلم  عجمي