المســـرح العـــربـــي وقضـــايـــا الجمـــاهيــر الغائبة ( الحلقة الثالثة ) بقلم / أ. نبيل محارب السويركي

المســـرح العـــربـــي وقضـــايـــا الجمـــاهيــر الغــائبـــة !!(الحلقة الثالثة)
لا شكّ أن المسرح في الوطن العربي أصبح فناً مؤدلجاً يحترم سياسة الحكومات المشرفة عليه، والقائمة على تسييسه وتوجيهه الوجهة المقصودة، وليست بالدرجة أن يكون هذا المسرح انعكاساً مباشراً لما يحدث حوله من واقع مرير. ومن المنظور الطبيعي أن يكون المسرح مرآة حقيقية لمشاكل وهموم الجماهير الكادحين، وتعبيراً صادقاً عن قضاياهم الاجتماعية والسياسية معاً. وكمؤسسة مطلوب دعمها مادياً ومعنوياً وفكرياً دون مصادرة تلك المؤسسة والحجر عليها.
لقد كان الفن العربي أكثر صدقاً بعد نكسة عام 1967 وموجه نحو تحرير الأوطان، والتصدي للإمبريالية والصهيونية عبر الإعلام والأدب والفن وتوجيه كل طاقات الأمة الوجهة الوطنية الصائبة. وساعد في الأمر ظهور طبقة من الفنانين مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، فيروز وفهد بلان ، والشعراء مثل عبد الرحمن الأبنودي ومحمود درويش، سميح القاسم ونزار قباني، أمل دنقل وهارون هاشم رشيد، والأدباء مثل أميل حبيبي وغسان كنفاني .. وغيرهم من الأقطار العربية. ومن أجمل تلك القصائد الوطنية التي أطربنا بها الفنان الراحل مرسيل خليفة عن قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش (إلى أمي):
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبُر في الطفولة
يوماً على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا مت،
أخجل من دمع أمي!
خذيني، إذا عدت يوماً
وشاحاً لهدبُك
وغطي عظامي بعشب
تعمد من طهر كعبك
وشدي وثاقي .. بخصلة شعر
بخيط يلوح في ذيل ثوبك
ضعيني، إذا ما رجعت
وقوداً بتنور نارك
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت، فردي نجوم الطفولة
حتى أشارك صغار العصافير
درب الرجوع .. لعش انتظارك!
ولكم تحياتي / أ. نبيل محارب السويركي – الأربعاء 9 / 9 / 2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا.......بقلم🖋️ الشاعر سمير مقداد

أنا إنسان .......بقلم 🖊رشيد بن حميدة-تونس 🇹🇳

(المرأة في المجتمع ) ......  للشاعر د. علي مسلم  عجمي