لا _______☆☆_______ بقلم / أ. عصام عبد المحسن
لا
لن أوقف القطار
فعازف الناي الفقير
ما توقفت أنفاسه بعد
مازال ينفخ في نايه
ملء الشوارع كلها
يستجمع البيوت الهزيلة
حوله
ومن حواف الحقول
يلملم النسائم الضائعة
فتمرره الصدور
على الأوجاع
لتحملها
أنفاسه
فيطلق القطار
زفيره
على الرصيف
متأهبا للسفر
يستعجل
الراغبين في الهرب
من اتساع فوهة الضجر
الغارقين
في دموع الصغار
والموائد فارغة كلها
والمفعمين بالغياب خوفا
من عاقبة الحضور
وأنا
غير المصرح لي
بالرحيل
لن أوقف السفر
فعازف الناي
مايزال يرسل
أنفاسه الحارقة
تناطح
على بوابة السماء
أنفاس القطار
نراها
نحن المسرعين
من الوداع
إلى الوداع
ولا أحد
فينا
يبقي على الرصيف
بعضا
من حنين للحنين
متصارعين
كانا
وخلفهما
كل الأزمنة
تتشابه
تتلاحق فينا
لا تسقط أبدا
بهما
كما تسقطنا الهرولة
ونصير كأعوام عجوز
على جلد الحياة
نصبح
بقعا وإشارات صفراء
على دروب الذاكرة
تشير دوما
إلى رحيلنا
والشمس مائلة
باشعتها الواهنة
على وجه العازف
وهو ينفخ في نايه
معزوفة الغروب.
........
عصام عبد المحسن
2019
تعليقات
إرسال تعليق