بعد أن مزق الغياب مقلتيها....._____☆☆____ بقلم الشاعر جهاد الريفي
بعد أن مزّقَ الغيابُ مقلتيها.. وجثَت الهمومُ على مفارقِ قلبها.. وتسرّبَ الوجعُ في أزقّةِ الحنين.. عادت تحملُ على كتفيها بقايا الجراحِ لتخيطَ منها مظلّةَ الأمل.. وعلى ماكنةِ صبرِها تُطرّزُ ألف دمعةٍ ودمعة...مابين خرقةٍ وأخرى عجافٍ تعدّى مرارةَ الوصف.. وبخيطِ الانتظارِ نسجَت عباءةً خمريةً نامت على كتفيها خيوطٌ مذهّبةٌ تضيئُ بها حلكةَ السّنين.. أيُّ وجعٍ سلكَ سبيله نحو قلبها.. لاتجدُ سوى ماكنة تسدُّ بها فراغَ الوحدةِ.. وتخيطُ للأيتامِ مايكسو جراحَهم ويغطّي بعد المجاعةِ دموعَهم.. وقطّةً تقاسمَ لونَها اللّيلُ والنهار.. تداعبُ عابثةً لفافةَ الخيط..أحلامًا بسيطةً وأشياءَ أبسط تكاد لاتُذكر على سطح الأمنيات ..أغلبُ الظنِّ أنّها السيدة أمينة خيّاطةُ الحيِّ..
فلطالما تزامنَ هذا الاسم في سنين الكفاحِ
-أمينة
-ماكنة خياطة
-وقطّة تقاسمَ الأبيضُ والأسوَدُ لونَها..
ثمّ الكفاحُ لتخيطَ لمن حولها ابتسامةً عجزَ الكثيرُ عن غرسِ بوادرِها ولو لمرّةٍ
رغمَ الضّجيجِ الآ إنّها تنظرُ كلَّ دقيقةٍ صوبَ العباءة وأخرى تجاه البابِ الّذي تحرصُ دائمآ أن تتركهُ مفتوحآ..هل ستأتي الأيامُ ببضاعةٍ مزجاة .؟
هل ستأتي قافلةُ البشيرِ لتلقي على وجهِ أمينة قميصَ الأمل.. لترتدَّ إليها روحُها؟
أم أنّها ستدندنُ مابقي من عمرها..
أيّتها العير إنّكم لسارقون..
بقلمي
جهادالريفي
تعليقات
إرسال تعليق