الهجرة غير الشرعية ___☆☆___ بقلم // د.

 الهجرة غير الشرعية  :::


في ظل الحياة الصعبة في كثير من دول العالم الثالث أو الفقيرة وذات الاقتصاد الضعيف  والصعوبة التي يلقاها المواطنين لتحقيق أهدافه وطموحاتهم المادية والحياتية و الاجتماعية في ظل ضعف أداء حكومات تلك الدول وفشلها لتأمين الحياة الكريمة للسكان ؛  هنا يبدأ التفكير لدى الكثيرين بالبحث عن حياة أفضل تؤمن لهم الاستقرار النفسي والحياتي..

والسؤال المهم هنا هو كيف لهم ذلك ؟!.

كيف لهم ذلك إذا ما كانت دول الجوار تعاني من نفس ما تعانيه دولهم.

هنا يبدأ التفكير لديهم بالهجرة من أوطانهم إلى الدول الأكثر رخاءاً وحياة أكثر استقراراً ،  وهنا يستقر اختيارهم للهجرة للدول الأوروبية والتي غالباً ما تكون غير قانونية لعدم سماح تلك الدول بالهجرة إليها من تلك الدول الفقيرة لتتجنب كثيراً من المشكلات التي تنتج عن هجرة أشخاص قد يُشكلون خطراً على مجتمعاتهم  من سلوكيات شاذة كالإرهاب أو السرقات وزيادة أعداد العاطلين عن العمل وارتفاع نسبة البطالة مما يُرهق أقتصاديات وموازنات تلك الدول،  لذا يلجأ أمن تلك الدول في مطاراتها وموانئها وحدودها البرية للتصدي لمثل تلك الهجرات غير الشرعية والتي يفتقد المهاجرين للأوراق ثبوتية أو وثائق سفر أو حتى فيزه زيارة فالمهجرون يقومون بمحاولة السفر لبعض الدول بشكل رسمي، ولكن هذه الدول ليست هدفهم وإنما هي ممر لهم لدول أخرى ترفض الهجرة إلى أراضيها حيث يقطعون مئات الكيلومترات سيراً على الأقدام ويدفعون المبالغ الباهظة لمافيا المهربين،  وهذه الفئة من المهاجرين بهذه الطريقة يتعرضون لكثير من ممارسة النصب و الاحتلال وكذلك السرقات ، وأحيانا القتل على أيادي المهربين ، هذا وهناك البعض الآخر يتم اعتقالهم و يتعرضون للمحاكمات والسجن أو أرسالهم لمعسكرات تأهيل بعد أن تتمكن أجهزة الأمن بتحديد جنسياتهم وأهدافهم الحقيقية.

هذا ولما كانت الهجرة بالطريقة تلك لا تحقق هدف الهجرة لآلاف من الناس خاصة إذا ما كن المهاجرون عائلات بأكملها ، فهنا يلجأ المهاجرون للهجرة عبر البحر  ولهذا النوع من الهجرة معافياته الخاصة والتي تمتلك قوارب صيد قديمة و رديئة التصنيع حيث يُزج بداخله مئات الأشخاص  من رجال ونساء وأطفال يكتظون فوق بعضهم البعض في وضع مأساوي يُعرضهم للمخاطر الكثيرة المتمثلة في ...

١)  بأن القارب لا يتسع للأعداد الكبيرة من المهاجرين الأمر الذي يُعرضه للانقلاب ومن ثم غرق جميع من به من مهاجرين  .

٢) قد يقوم المسؤولون عن القارب لتجنب غرقه بألقاء بعض الأشخاص ( من الرجال أو النساء أو حتى الأطفال ) إلى البحر  وأن من يعترض على ذلك يلقى أيضاً في البحر .

٣) قد يتعرض محرك القارب للخلل وبالتالي يتوقف لأيام طويلة في عمق البح وبالتالي يزداد إرهاق المسافرين و يتعرضون للإعياء الشديد الذي يتسبب بوفاتهم.

٤) قد تتغير الأحوال الجوية ويزداد ارتفاع الموج وسرعة الرياح التي تؤدي إلى تكسر وتفسخ القوارب وبالتالي يغرق جميع من فيها . 

تلك الفئات من المهاجرين ليس لديهم الخبرة ومهارة السباحة لتمكنهم من قطع مسافات طويلة للوصول  إلى شواطئ الدول المهاجرين إليها فيموتون غرقاً وتقذف الأمواج و التيارات المائية بجثثهم إلى الشاطيء في مشهدٍ مأساوي.

وهنا لابد من قول كلمة حق فلا بد من إيقاف الهجرة غير الشرعية بكافة أشكالها وعدم ركون الحكومات لفشلهم في ذلك وإنما العمل على توفير الإمكانيات التي توفر الحياة الكريمة لشعوبها والتنسيق مع الدول الغنية لتسهيل الهجرة القانونية لمن ينوي الهجرة من شعوبها بما لا يتعارض وقوانين تلك الدول.

وأمرٌ أخير محاربة مافيات الهجرة ومصادرة قواربهم التي يستخدمونها لنقل المهاجرين والتي تتسبب بتكسر أحلام اليقظة لديهم على صخرة الوهم ويصبح مصيرها الفناء بفنائهم..


د. عز الدين حسين أبو صفية،،،


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا.......بقلم🖋️ الشاعر سمير مقداد

أنا إنسان .......بقلم 🖊رشيد بن حميدة-تونس 🇹🇳

(المرأة في المجتمع ) ......  للشاعر د. علي مسلم  عجمي